بينما كنت أتصفح في بحر الشبكة العنكبوتية لفت انتباهي ذلك الخبر الذي عُنْوِنَ بـ ( أنجلينا تبيع “مجوهراتها” لتعليم الفقراء ).
طبعا من المعروف أن الممثلة المشهورة ( أنجلينا جولي Angelina Jolie ) هي أحد سفراء النوايا الحسنة لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين . و هي التي رسمتها الفنانة الأمريكية ( كات كريتز ) في لوحة مرتدية ثياب السيدة مريم و محاطة بأطفال في هيئة ملائكة ( بحسب اعتقادهم طبعا ) و بين يديها أحدهم واقفون فوق سحابة بيضاء.
عندها غمرتني ضحكة مصحوبة بغصة و قلت في نفسي تُرى ما هو صدى وقع هذا الخبر على القراء ؟
فإذا بي أمام تلك التعليقات التي جعلتني لا أعرف ماذا أقول , و لم أتمالك نفسي إلا و القلم يسرق يدي ليغوص في طيات التاريخ و مضامين الحقيقة قائلاً : سأبدأ القصة من البداية ..
فقلت له : قبل البداية لابد مما يُقال ليبرر الامتعاض . أسكن قليلا و استمع و من بعدها لك أن تنطلق .
صحيح أن الإنسانية عِقد جميل حقيق بالجميع ارتدائه , و أن من الناس أقوام يشهد لهم التاريخ بها و لم يزل , لكن لابد أن نتذكر دوما من نحن و من غَيرُنا , و بعيدا عن التعريف و المقدمات لقد قال الله تعالى فينا و فيهم قولا لم و لن يتبدل أصلا و معنى : ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) 120 البقرة , و هذا تقرير منه عز و جل بأنهم مهما كانت علاقاتهم و تصرفاتهم يظل في صدورهم مالا يُبدون , و الجاهل و الغافل من يتناسى أو يتغافل عما قرره خالقنا و خالقهم .
و يظن البعض أن الغرب غير متدين و هذا الظن مبني على كونهم أصحاب دين محرف ؛ متناسين المعنى اللغوي للدين و هو ما يُدان به , و ما حصل من تمرد على الكنيسة لرفضها العلم فأصبح الغرب بذلك علمانيا أو ملحدا . هذا صحيح لكننا نجهل الكثير عن تاريخهم ناهيكم عن حالهم الآن .
منذ عام 1730 م و حتى عام 1970 م علت ما يسمونها بالصحوة الكبرى بمراحلها الأربعة التي تمت على فترات و التي ساهمت بدايتها في ترسيخ مفهوم الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية لكنها في مرحلتها الرابعة تغير فيها التوجه لتوجه ديني و التي يُمسِك بزمامها البروتستانت أو من يسمونهم بالإنجيليين فأصبح شأن التدين عظيم و تزايدت مع الوقت أعداد الحريصين على الحضور المنتظم للكنيسة و المحافظة على التعاليم الدينية و تنشئة أبنائهم ليكونوا متدينين .
و الإنجيليين هم طائفة لها أغلبية و حضور سياسي كبير في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص و تعاون و تناغم مع اليهود فهم جميعا ينتظرون عودة المسيح لأرض الميعاد و هنا ظهر ما يسمى بالـ ( الصهيو مسيحية ) و الناتجة عن سيطرة الواقع الديني ( اليهو مسيحي ) و التي تتجسد حاليا في صورة السياسة الغربية الراعية لإسرائيل .
كما أن الأمم المتحدة لها من الأهداف السياسية التي انبثقت من أصول دينية تدعمها الكنيسة و يوجهها البابا في الخفاء على الرغم من قول قائل بأن زمن سيطرة الكنيسة قد أنتهى لكننا الآن في عصر تسوس فيه الشعوب بالديمقراطية مُرغِمة ساستها على الخضوع لرغباتها للسعي في الاستعداد لتحقق النبوءات .
و وِفق ما سبق يبرز لهم في الميدان عدو لدود عُرف عبر التاريخ بأنه مثل المارد الذي لو استيقظ لم تقم لهم باقية يخشون يقظته و يبقون عليه في سبات متحينين الفرص و باذلين الجهود بغية القضاء عليه .
هل حَزِرتم من هو ؟
من أنكر هذه الحقيقة فإنكاره ليس نابع من علم لكنه نتيجة لحُقن العلمانية و التشكيك و نفث شبهة تقول أن المسلمون تسيطر عليهم نظرية المؤامرة فيا للمساكين الذين غشيتهم غمامة الافتتان بالغرب و حضارته في حين قد كان العالم مفتوناً بنا و بحضارتنا التي بنيت بهذا الدين لتعُم أرجاء الأرض.
التعليقات
نحن شعب نفتقر للقراءه وهذا مايجعلنا فريسة سهله للغرب وافكارهم المغرضه ،،
اترك تعليقاً