نسْكن بلا سَكنْ ولا سكينة
نستمتع بكل شيء بلا طمأنينة
يثقَل البوح في صدورِنا
ويعْظُم النوح في قلوبنا
هل بذلنا كل ما في وِسعِنا ؟
هل ترجَّلنا أم لم نترك لجام مركبنا ؟
عند النوائب نتطرق لذلك الشيء الصغير كبير الفِعال المسمى ضمير .
فهل نحن فعلا نملكه ؟
أم أن حجمُه قد تضائل عبر الزمن ؟
أم أن كينونتُه أصبحت بحجم عقولِنا السخيفة محجمة لا تخرج عن نطاق الهوى؟
أم أنه تمكنت منه الثغور ومبادِئه أصبحت تخضع للقوانين الفيزيائية مرنة في نطاق المرونة حتى لا يؤنبنا فلا نُدرك الأمر إلا وقد فَقدها واجتاز حدها وفي تلك اللحظة ندرك أن الأوان قد فات وأننا ابتعدنا حتى نقطة الّا عودة واللا ضمير عندها لن نفكر كيف تركنا الثغر بلا حارس، ولا لماذا لم نُعد النظر فنتجنب الخطأ أو نصححه.
ننظر في المرآة فلا نرى حقيقة أننا أصبحنا مصاصي دماء نترجل لحصد الضحايا تباعا مجتمع .. وطن .. وأمة لا نكترث لماهية الأدوات فلا تورع عن تزييف المقاصد للتمكن من كل الأدوات.
تماماً كما وصفهم خالقنا عز و جل : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ) 204-205 البقرة .
فعندما تبتعد عن الطريق خُطوة سيعجبك منظر الحرية المزيفة لأول وهلة فيتبع الخطوة خطوات حتى لا نشعر إلا وقد ضللنا الطريق وذلك المنظر الجميل يتحول لمحض سراب ولن ينفع الندم وفي الأمة البلاء قد عَم .
غفلة يعقبها تَيه وظُلمة والسبب ثغرات ضمير .
ونشوة تحقق الرغبات تفتت شعوب قهرها الظلم فانصاعت لأمل التغيير.
و في زمن الفتن العابرة للقارات يغيب ضمير الإعلام وكثير من قادة الرأي في كل مجال بلا وعي ولا بصيرة حتى بلا حساب للعواقب فتارة صرخات هتاف للربيع العربي وتارة نياح على الشرعية و كأن ما كان من قبل ليس من الشرعية في شيء وتهليل الفرح يتحول إلى تمسك بالمستحيل وفخرٌ بشباب الثورات ينقلب إلى تهديد بالدم. ويأتيك الإعلام المقدام الهمام فيحيل ويحول ويقلب ويصور.
ألا يكفينا موت الضمير في الأوطان لتقتل يا مقدام ضمير الأمة؟
أليس هناك من يطفئ النيران فيعرض عن كسر جناح حمامة السلام؟
أ لا يكفينا ظلم بعض من فينا ؟
فما أرض بأمتنا إلا و ضباع الظلم فيها متسلطين فاتحين أبواب النيل من الأوطان.
وتلعب السخرية من آلام المساكين دور المحرض المغوار فتقفز من وتر إلى وتر لتلعب سيمفونية الخطر.
نظرة ..
قال المتنبي : عيد بأية حال عدت يا عيد .. بما مضى أم لأمر فيك تجديد
فماذا نقول عن أعياد ارتفعت فيها أصوات الرصاص والمظاهرات ؟
التعليقات
اترك تعليقاً