منذ أيام مضت نشرت البعض من صحفنا خبرا سار ومؤلما بنفس الوقت جاء فيه : ان وكيل هيئة الرقابة ومكافحة الفساد المتحدث الرسمي، أحمد الحسين تحدث عن كيفية كشف الهيئة لتورط رئيس الهيئة الملكية لمحافظة العلا عمرو المدني في جرائم فساد. وقال الحسين” إن البداية كانت من ورود معلومات عن قيام “المدني” بالإفصاح عن معلومات غير صحيحة ومن خلالها تكشفت جرائم الفساد، وذلك بحسب ما ذكره بقناة “العربية ومما قاله: أن المدني رشح إحدى الشركات لمشروع وأدعى أنها شركة رائدة بحكم عمله السابق بها واتضح أنه لا يزال يعمل في الشركة، واستغل نفوذه في جعل شركات أخرى تعمل بأعمال خارج ما نصت عليه العقود المبرمة معها لمصلحته الشخصية، وترسية عدد من المشاريع إلى الشركة التي يعمل بها —الخ في البداية قيل (إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن) هذا أثر معروف عن عثمان رضي الله عنه وهو ثابت عنه ويروى عن عمر أيضاً ومعناه: يمنع بالسلطان من اقتراف المحارم أكثر مما يمنع بالقرآن؛ لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن ومناهيه بل يقدم على المحارم ولا يبالي، لكن متى علم أن هناك عقوبة من السلطان ارتدع وخاف من العقوبة السلطانية وهنا نقول : لاشك ان الهيئة تقوم بأعمال جليلة لتصحيح مسار البعض من المسئولين في الدولة ومن يطاله الأمر من خارجها وتحافظ على أموال الدولة (اعزها الله) التي هي ملك للشعب بأكمله وإنشاء هيئة النزاهة لم يكن من فراغ بل جاءت في وقت نحن بأمس الحاجة اليها لاستدراك الأمر وتصحيح الوضع قبل ان يصبح واسع الشق فيصعب رقعه أتت لردع المفسدين وتنبيه من نوى الدخول بهذا المجال ولئلا يقع المسئول بما وقع به البعض من المفسدين والعجيب بل الاعجب ان مثل هذا المسئول الذي اختير لهذ المنصب (المدني) ألم يعلم بعمل تلك الهيئة وهل يتوقع أن أمره لن يكتشف أو أنه ظن أنه لو علم بما عمله أنه سيتغاضى عنه أبدا وهل هو بحاجة لأن يتصرف كما فعل أجزم أنه برتبة عالية وبمرتب شهري لو وضعه فراشا له ينام عليه لكفاه فراشا وغطاء ومن ثم ألم يتعظ وقد سمع بما آل إليه المفسدون أمثاله خلال السنوات الماضية ألم يقرأ ما تنشره الصحف بصفة دورية عن القبض على جملة من المفسدين بين آونة وأخرى هل يتوقع أنه آمن من العقوبة الآنية السلطانية فكيف بعقوبة خالقه لخيانته الأمانة وتلك ثقيلة وثقيلة أبت الجبال حملها ولكنه حملها وثم خانها فرماها وارتكب خطيئته فليتحمل عقابها وليس هذا فحسب ألم يكن عليه جزء كبير من وزر من أشركهم بفساده لا شك في ذلك ألم يتصف بصفة المنافق كما في حديث رسول الهدى صلى الله عليه وسلم قال النبي ﷺ: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر). وهنا ارتكب صفتين (خيانته للأمانة – وغدر في عهده الذي قطعه على نفسه حينما ادي اليمين ) نعوذ بالله من تلك الحال ونحن لا نشمت بما فعله المدني ولكننا نتأسف على اخلاله بالأمانة وإيقاع نفسه ومن معه في شبكة الفساد ) (إن الله لا يحب المفسدين ) اللهم اعصمنا من الخطأ والزلات وطهر مأكلنا ومشربنا —- يا رب العالمين
صالح العبد الرحمن التويجري
التعليقات
اترك تعليقاً