من مدلول الإبتلاء أنه”: التكليف في الأمر الشّاقّ، ويكون في الخير والشر معًا” وهذه الدنيا “طُبعَت على كدرٍ وأنت تريدُها صفوًا من الأقذاءِ والأكدارِ. ، ومكلّف الأيَّامٍ ضدَّ طباعها ، متطلّبٌ في الماءِ جذوة نارِ.
أغلب قضايا الدم تقع من شباب غابت عقولهم وسيطر الغضب عليهم بسبب سوء تفاهم أحيانًا أو مضاربة وخلاف بسيط تطور إلى أن وصل إلى هذه الجريمة وأغلبها لايوجد نية حقيقة في القتل العمد وإنما تطورات الحدث اللحظي أدى إلى الحدث المحظور فوقع الفأس في الرأس ، ندموا ولات ساعة مندم، وقد دعى الإسلام إلى المحافظة على النفس البشرية فحرم قتل النفس بغير حق وإنزال أشد العقوبة بمرتكب ذلك؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾
شرع الله سبحانه وتعالى القصاص في القتل ولكنه فضل العفو على القصاص لما له من فوائد عظيمة تعود على الفرد و المجتمع فالعافين لهم أجور عظيمة عند الله جل وعلا وهو وعد عظيم يجدونه في الآخرة خير مما كانوا يحصلون عليه في الدنيا.
وأباح لأهل الدم أخذ الدية مع كسبهم للأجور العظيمة عند إعتاقهم لمن وجب له القتل شرعا.
ولكن ظاهرة المغالاة في الديات التي أصبحت لاتطاق فقد وصلت لعشرات الملايين مما أثقل كاهل أهل القاتل وحملهم ما لايطيقون فأصبحنا نرى المناشدات التي تنطلق لإعتاق الرقاب.
رسالة إلى أولياء الدم
قبولكم للدية هذه مبادرة طيبة نسأل الله ألا يحرمكم الأجر في ذلك ، ويدخل في مصطلح العفو بإذن الله تعالى فخففوا على منً ابتلوا مثلكم وأحتسبوا عند الله الأجر لكم ولمقتولكم وتذكروا قول الله تعالى( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) أن الله وصف العافين بالمحسنين وهذه مرتبة ومنزلة عظيمة.
ختاما
أهمية العفو عن الناس والتجاوز عن الزلات من أبرز صفات المتقين .
التعليقات
بارك الله فيك وفيما كتبت ونسأل الله أن ينفع به
كما نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة
اترك تعليقاً