الإِعوال
غمغم بآهاتٍ سادره و الأصداف تنبش الصدأ و توشوش المرآة و المحراث في غيهب الخطى يجفل من سراج الأشباح و مراسي الوحل تثاءبت في قطوف الغليل و مقلع الصباح فهل صَرِيمة الرياح حول التخوم ان تَوَادّ رواق المُراد و صبوة الجراح فخاصرة الزمن في مداه هطلت فواصلها نحو فضاءات الَقَتره ولم يعد النسيم يتلعثم بتنهدٍ حول رموش الشمس وحاول البهاء أن يوغل في خلاء الغسق لكن السكون كانت أحشاؤه ولهة للصحو و لأنتشاء البحر و شهيق الموج في عروق الماء . فإبهام جلى من خور ماشابه حتى أضحى على شفا القنوط .
حاول أن يتشبث بالبريق الذي ناص من بين يديه ولكن هيهات له أن ينشد ترنيمة الجونة فقد انصرمت أمامه إلى ركنٍ وديعٍ و لطيف منفرد في مجرى اليم .
فالغيام الغامقة كانت تنقب في داخله عن ترنيمة نمير تضمخت بشائر ربيعه حول ضاحية الحيرة . حدة الهاجس ساحت إلى مسامه الفضفاضة من شدة ما فاض من هواءٍ مكتنز في جوف هياجه الذي قلما يدوي في جوهر حنجرة تلك السيماء المرتجفة فقد كانت تواكبه بأضلاع متوازية تنتصب عندما يشتاق لتتصدى لأفياء تلك الألوان البليدة والقانية وتتخطى أيضاً عندما يحن لها أن تمر من خلال بوارق بلهاء مصفرة لتبرح إلى الوراء في مرأى قد يبتلي من يراه بقشعريرة الحسرة الخرساء .
فالأسى لدى فئة من يقرع الشغف مدخله قد يكون عفيفاً إلى درجة السمو مع العزلة أما جزعه الزمهريري الرطب فيستميله إلى عالم آخر قد لاتكون فيه حبور الحياة وفطرة المواقف .. يزهو بشرهٍ ممقوت قبل أن يصل إلى حد الإغتمام عن سنابل القمح و أوردة الشجر و الُّلب بلا وجدان و في الأعيان طمي و حجر . يحاول أن يحدق بوجل من خلال ماتبقى من بشريته التي تدفقت هبوتها عند شفير الممرات الخامدة .
الَصّر خارج إبصاره يعبر أمام عينيه الذابلتين إلى بسمة الاُوار التي لن تهرول إليه .. تهادت الأقدام الضريرة وبدأت تزحف ثقيلة تسحب مابها من بِنان منتفخه ولا دم يُطوُّقُها وبدأ يخطو ولكن إلى أين ؟ سؤالٌ زاويته حادة نابع من مهجه غارقه إجابته قد تكون على مرمى حصاة ولكنها فاحت عند حنايا التعب .
أنفلت الصمت في ذاكرته ولم يُبالي وهتف صوب نفسه بهزيزٍ مدوي .. أيتها الغادة أضرمي وميض الهذيان الآسن فأوان البراعم قد حان والحقول تفيأت في ظلال الردغ والغُداف خلف أسوار الليل يهدُر بالقصيدة " لاتقترب فالمزون قد فرَّت وزغردت في الأكاليل البعيدة والريح هوجاء تفلح الأرض وتُنثر العوسج لكي ينبت الأُوام على صدر الحقيقة " !!!





