استشارية: ليس كل ورم ليفي يستدعي علاجًا والقرار مرتبط بالأعراض.. فيديو

الرياض
أكدت الدكتورة منال الزمزمي، استشاري جراحة النساء والتوليد في مدينة الملك فهد الطبية، أن الأورام الليفية تعد من أكثر الأورام الحميدة شيوعًا بين النساء، مشيرة إلى أن اكتشافها لا يعني بالضرورة التدخل العلاجي، قائلة : "كثير من السيدات قد يكون لديهن ورم ليفي دون أن يشعرن به إطلاقًا، ويتم اكتشافه بالصدفة أثناء الفحوصات".
وأضافت: "إذا كان الورم صغير الحجم ولا يسبب نزيفًا أو آلامًا أو ضغطًا على الحوض، فنحن لا نلجأ للعلاج، وإنما نكتفي بالمتابعة الدورية فقط"، موضحة أن موقع الورم داخل الرحم عامل حاسم، قائلة: "الورم الليفي قد يكون داخل الرحم أو في جداره أو عند عنق الرحم، وكل موقع له أعراضه وتأثيره المختلف" .
وحول علاقة الأورام الليفية بالحمل، قالت الزمزمي: "الأورام الليفية لا تمنع الحمل في معظم الحالات، لكن بعض الأورام، خاصة القريبة من عنق الرحم أو داخل تجويف الرحم، قد تؤخر الحمل"، مضيفة: "خلال الحمل ترتفع الهرمونات، وهذا قد يؤدي إلى زيادة حجم الورم، لكنه غالبًا يكون موجودًا من قبل دون أعراض".
وعن أسباب ظهور الأورام الليفية، أوضحت الزمزمي: "لا يوجد سبب علمي دقيق لظهور الأورام الليفية، لكنها أورام حميدة تستجيب للهرمونات" ، مضيفة: "هناك دراسات تشير إلى دور العوامل الوراثية ونمط الحياة وزيادة الوزن في زيادة نسب الإصابة".
وفيما يخص خيارات العلاج، أكدت: "عند وجود أعراض مثل النزيف الغزير أو الألم الشديد أو الإحساس بالضغط، نبدأ بدراسة الخيارات العلاجية سواء كانت دوائية أو تدخلات غير جراحية أو جراحية"، مشددة على أن "لا يوجد علاج واحد يناسب جميع المريضات، فكل حالة لها تقييمها الخاص".
وكشفت الزمزمي عن تفاصيل حالة نادرة، قائلة: "استقبلنا مريضة ثلاثينية لم يسبق لها الإنجاب، وكانت تعاني من ورم ليفي ضخم تسبب في انقلاب مزمن كامل للرحم"، مضيفة : "في أغلب هذه الحالات يكون القرار الطبي هو استئصال الرحم حفاظًا على حياة المريضة".
إلا أنها أكدت نجاح الفريق الطبي في الحفاظ على الرحم، موضحة: "بعد التأكد مخبريًا من أن الورم حميد، قررنا استئصاله بالكامل مع محاولة إعادة الرحم لوضعه الطبيعي "، وأردفت: "الحالة وصلت إلينا كإنقاذ حياة بسبب حجم الورم والالتهابات المصاحبة له، ولم يكن هناك مجال للتأخير ".
واختتمت الزمزمي: "التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة يساعدان على تجنب المضاعفات والوصول إلى مراحل متقدمة"، مؤكدة أن "رفع الوعي الصحي لدى النساء يسهم في الحفاظ على الصحة الإنجابية وتقليل الحاجة إلى التدخلات الجراحية الكبرى".






