بالصور:بئر المسيح في مصر.. حكايات عالم الجن والجنس

القاهرة
مكان شعبي يحتوي على الكثير من الأسرار من عوالم الجن والجنس، وقصص عن الحمل والإنجاب وكثير من الطقوس الأسطورية التي تمارسها النسوة في هذا المكان.. إنه بئر المسيح في منطقة الشرقة شرق القاهرة بمصر.
قصص الجن من الموروث الشعبي المصري ترتبط بحكايات متشعبة وطويلة يصدقها البسطاء بل وتصل إلى حد الإيمان والعقيدة، وهو ما يستغله كثير من المشعوذين ويعتبرونها سوقا رائجة حيث هناك اعتقاد أن العالم السفلي قادر على تحقيق أحلامهم في الزواج والإنجاب وغيرهما مما يتمناه البشر.
بئر المسيح.. بئر موحشًة حالكة الظلمة تملؤها أصوات نباح الكلاب والذئاب في ساعات الليل المتأخرة، وأصوات الغربان وسط أرض غير مستوية مليئة بالحفر وأعشاب تعلو عن الأرض بأمتار قليلة، وثلاثة تماثيل غريبة الشكل ومياه خضراء اللون، سميت بذلك لمرور السيد المسيح عليها والارتواء من مياهها وبرفقته السيدة العذراء، خلال هروبهما من بطش الرومان بفلسطين والاحتماء بأرض وأهل مصر، حيث مكثا بجوار البئر فترة قبل اكتمال رحلتهما إلى صعيد مصر، ودفعت تلك الرواية الأهالي إلى التبرك بمياه البئر.
وتم نسج الحكايات عن المعجزات التي تحوم حول البئر وقدرة مياهها على الشفاء وحل مشكلاتهم، خاصة النساء اللاتي لا ينجبن. حيث يروي الأهالي قصصًا عن قدرة المياه على مساعدتهن في الحمل، وعلاجهن من العقم، في حين يروي آخرون قصصًا مرعبة حول وجود عالم من الجن يسيطر على البئر، وأن هناك لعنة فرعونية يشعر بها من يقترب منها خاصة ليلًا، فالمرور بالبئر يجعلك تشعر وكأن الموت طائر يحلق فوق رأسك، تشعر بأنك لست الوحيد في المكان، فرغم خلوه من البشر تحس بأجسام تلامسك وأشياء تخترق جسدك، وأحيانًا ترى خيالات، وحينما تعاود النظر لا تجد شيئًا، وكأن في المكان أرواحًا تداعبك، لتختبر مدى قدرتك على تحمل صدمات الرعب، كما روى المحيطون بالمكان.
وتقول امرأة تجاوزت الـ80 عامًا وتعيش بطابق أرضي بمنطقة المساكن المجاورة لمنطقة آثار تل بسطة، تدعى المقدسة عدلة عزيز إسحاق، إن ذلك المكان نجس لما كان يحدث فيه من معاصٍ للرب، على حد قولها، مضيفة إن ذلك المكان يجامع فيه الجان النساء اللاتي لم ينجبن، والعاقرات اللاتي يأتين رغبًة في الإنجاب، وتقوم ببعض الأفعال لاستحضار الشياطين التي تعيش في حفر من النار في الأراضي”. وقالت إن من يقوم بتلك العلاقة، هو نوع من الجن يدعى “الجاثوم”، هو الأكثر قربًا للبشر والذي يتحكم في حركات البشر في بعض الأحيان ويقيم علاقات جنسية مع نساء البشر أحيانًا أخرى.
وذهبت إلى القول: تتجمع تلك النسوة منفردات أمام الثلاثة تماثيل، وبحوزة كل واحدة سبعة أوانٍ فخارية، وترتدي أفضل ملابس نسائية عندها، لتخلع تلك الملابس عنها عند منتصف الليل في منتصف الشهر العربي وفي أواخره فقط، القطعة تلو الأخرى، لتصبح عارية تمامًا وتبدأ في كسر الأواني والصراخ والعويل وتلطم وجهها كثيرًا، وحينها تتعرض للإغماء وينتهى دورها ويبدأ دور الجاثوم الذي يعاشرهن ثم يحملن، إلا أنهن يجهضن حملهن قبل الولادة بأشهر قليلة.

