احتهميش اللغة العربية وأثره المدمر على الأجيال القادمة
اللغة ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي وعاء الهوية، وحافظة التراث، والمفتاح لفهم الذات والتاريخ. وإذا كانت الأمم تنهض بلغاتها، فإن التخلي عنها هو أول بوابة للسقوط في مستنقع التبعية والضياع. ولعلّ ما تعيشه اللغة العربية اليوم من تهميشٍ في المدارس، والجامعات، والإعلام، وحتى داخل البيوت، هو ناقوس خطر حقيقي يهدد الجيل القادم بفقدان انتمائه، وضياع هويته، وقطيعة مع جذوره الحضارية.
المملكة العربية السعودية حريصة دائما في المحافل الدولية على دعم اللغة العربية وإنشاء الكراسي العربية في الجامعات الأجنبية للمحافظة على هذه اللغة الجميلة ودعمها، لانها لغة القرأن وتعبر عن هويتنا وثقافتنا الأصيلة .
إن مما يحزننا ويدمي القلب أن نرى شبابا من شبابنا في الفنادق والأسواق والمنتزهات يخاطبك بمفردات إنجليزية ويتلعثم في لغته الأصلية لغة القران بينما تجده يكلمك باللغة الإنجليزية بإنسيابية لما فأنا مثلك أتكلم اللغة العربية؟
اليس الاولى أن تفتخر بلغتك وتخاطبني بها ولا تطعمها بالمصطلحات الإنجليزية هل تظن أن إدخال بعض الكلمات على لغتك تحضرا ورقي .
في كثير من المؤسسات التعليمية، أصبحت اللغة الأجنبية ، خاصة الإنجليزية هي لغة التدريس في التخصصات الحيوية كالطب والهندسة والإدارة. وهذا يُضعف العلاقة بين الطالب ولغته الأم، ويخلق فجوة معرفية ، اليس بإستطاعتنا تعريب الطب والهندسة والإدارة وإخضاعها للغتنا الجميلة .
خاتمة
تهميش اللغة العربية ليس مجرد ظاهرة لغوية، بل هو تهديد ثقافي، وانسلاخ عن الذات، وقطيعة مع الماضي والمستقبل في آنٍ واحد.
وإذا لم نستدرك الأمر، فسنخرج أجيالًا تتحدث بلغات لا تفهمها، وتنتمي إلى ثقافات لا تشبهها.
