Slaati
خالد سعود الحربيخا

حين تُصبح المجالس فخًا للغيبة

منذ 3 شهر01424

مشاركة

في زمن التواصل السريع والكلمات المتدفقة بلا توقف، تحوّلت كثير من المجالس إلى مساحة خصبة لغيبة الآخرين، وكأن الحديث عن الناس أصبح عادة اجتماعية لا تستدعي الوقوف أو التأمل. تتبدل المواضيع، لكن الثابت فيها هو التطرق إلى الآخرين، حياتهم، اختياراتهم، وحتى زلاتهم، في غيابهم.

إن الغيبة ليست مجرد زلة لسان أو خفة ظل عابرة، بل هي سلوك مرفوض وقول مُدان شرعًا وأخلاقًا، نهى عنه الإسلام بشدة، حتى شبّه من يقع فيها بمن يأكل لحم أخيه ميتًا. أي بشاعة هذه الصورة؟ وأي نذير أقوى منها؟!

الخطير أن بعض الناس يزينون الغيبة بعبارات منمقة، فيسمونها “صراحة”، أو يغطّونها بثوب “النصح”، أو يبررونها بـ”تنفيس” عن الذات، بينما في الحقيقة هي اعتداء على الكرامات، وإساءة تفتك بالثقة، وتنشر السم في العلاقات.

ليس من المقبول أن تظل المجالس ساحة للهمز واللمز، وأن نشارك فيها بوعي أو بلا وعي، دون أن ننتبه إلى الأثر العميق الذي تتركه كلماتنا في غياب من نتحدث عنهم. ومن الواجب أن نُعيد النظر في طريقة تفاعلنا، فننأى بأنفسنا عن هذه المهلكة، ونتعلم كيف نحافظ على طهارة مجالسنا ونقاء ألسنتنا.

بوسع كل واحد منا أن يكون نقطة تحول في محيطه، بأن يُحسن اختيار المواضيع، ويقود الحديث نحو ما هو نافع ومُلهم: كقصة نجاح، أو عبرة من تجربة، أو حتى نقاش عن فكرة بنّاءة.

المجالس ميدان للتأثير والتواصل، فلنحسن استغلالها، ولنُجعل منها مرآة لأخلاقنا، لا ساحة لمحاسن الغيبة الخادعة

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

055d1389-8941-4e04-8e43-fb73d801bf3a.jpg
كانسيلو يقترب من العودة لتدريبات الهلال
الرياض
منذ 23 دقيقة
0
1372
ca68004a-4d45-4e4a-895b-4d7f6402f155.jpg
الاتحاد الليبي ينفي مشاركة المريخ السوداني بالدوري
طرابلس
منذ 24 دقيقة
0
1361
8a858a73-6b32-4602-b7a9-200a6039d542.jpg
إصابة أسامواه بكسر في الرقبة بعد اصطدامه بلوحة إعلانية
بكين
منذ 24 دقيقة
0
1375
27e83fea-1bea-4fad-8fe0-a8322cfa0efc.jpg
جد ينفذ سرقة  ليكون قريبًا من حفيده في السجن
باريس
منذ 24 دقيقة
0
1384
البكيري منتقدا تكريم أحمد العلي: خلوه لكم واستمتعوا بتميزه بعيدًا عنا
البكيري منتقدا تكريم أحمد العلي: خلوه لكم واستمتعوا بتميزه بعيدًا عنا
الرياض
منذ 35 دقيقة
0
67400
إعلان
مساحة إعلانية