
هوس برامج التواصل الاجتماعي
حيث يجتمع من به مسٌ لعشق هذه البرامج مبحراً بها باحثاً عن مجدًا وهمي يبنيه على الرمال داعياً انه ذو فكرٍ و منطق لا يعلو عليهما و أنه المحنك ذو الحكمةِ فصيحُ اللسان لا يُشقُ عليهِ غبارٌ في بحور اللغة و فنونها ، و لكنّهُ يصطّدمُ بواقعٍ لم يعتد عليه ، واقعٌ يرفض الاشياء لأسبابً يجهلها هو ، متعمداً من أجل اقناع نفسه بأنهُ المسيطرُ على الساحة و لكنّه يبحرُ وحيداً في عالماً افتراضي عالمٌ غير حقيقي.
معرفات يختبأ خلفها بشرً نجهلُ من هم و كيف يفكرون ، فيضّلُ حائرًا كيف يغوص في عالمهم و ما هي الأليةُ في هذا الغوص ، فيحاول جاهدًا إيجادُ حلاً لهذه المشكلة التي تبناها من العدم.
فيتقرّب من هذا و ذاك فإذا وجد القبول فأهلاً به و إذا وجد الرفض فيخترعُ معرفاً آخر للذي رفض الاقتراب منهُ زاعماً و مرشداً هذا بأنه مرغوب و لم يرفضني أحدٌ سواك.
فيكرر فعلتهُ في كل مرة من أجل إيجاد عالمٌ افتراضي وهمي بمخيلته ليعيش فيه بطولاته المزيفه ، متمّسكاً بسيفه و جواده الوهميين و يلوّحُ براية النصر التي هي بالأساس رايةُ انهزامه أمام نفسه ، مُتبّسماً بابتسامة الهزيمة التي رفع رايتها و شاهدها الجميع مشفقين عليه مما وصل به حاله من انتكاسات متكرره مبرراً لنفسه بأنه مُحَارَب و لابُدّ له بأن يثبت لهم بأنه فارس جوادً لا يُشق عليه غبار.
وقف حائراً أمام انتصاراته " انكساراته" المتكرره ، هل يقف مكان ما وصل إليه ، أم يرفعُ راية الانتصار " الهزيمة " و يلملمُ ما تبقى من روحه الممزقة بجهله وصوّلاتهِ المتكرره من أجل وهماً تبناه بنفسه وعاشه معرّضاً نفسه و الآخرون للأذى.
فبرامج التواصل الاجتماعي مجرد عالمٌ افتراضي وُجد من أجل أن يتواصل أفراد المجتمع مع الآخرين والمغتربون مع عوائلهم لإقتصار المسافات الهائلة بين البلدان ، ولكي نهنأ و نسعد بتواصلنا مع الاخرين وليس لإيذاءهم.